لولا اللبنانيين، لما كانت إسرائيل لتحلم ببناء هيكل سليمان

لقراءة المقال باللغة الإنكليزية، اضغط هنا.

مسكن قدس الأقداس وأكبر موقع مقدس للعبرانيين... المعبد اليهودي الأول في القدس... النقطة المحورية الدينية للعبادة والتضحيات... فخر أمة إسرائيل... بيت الله وأعظم أعمال سليمان! لكن في الحقيقة: الهيكل ليس عمل سليمان ولا أي عبراني. صدقوا أو لا، لم يكن المعبد ليَنوَجِد - في الواقع لم يكن من الممكن تخيله أو تصوره - من دون اللبنانيين.

في وقت بنائه، لم يكن العبرانيين أكثر من بدو غير متحضرين مع القليل من المهارات أو المعرفة، الذين، بحسب الكتاب المقدس، وصلوا للتو إلى أرض كنعان بعد أن أمضوا أربعين عامًا وهم هائمون في صحراء سيناء.

"فَأَرْجُو أَنْ تَأْمُرَ رِجَالَكَ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ، وَسَيَعْمَلُ رِجَالِي جَنْباً إِلَى جَنْبٍ مَعَ رِجَالِكَ، وَأَقُومُ أَنَا بِدَفْعِ أُجْرَةِ رِجَالِكَ بِمُوْجِبِ مَا تَرَاهُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ قَوْمِي مَنْ يَمْهَرُ فِي قَطْعِ الأَخْشَابِ مِثْلَ الصِّيدُونِيِّينَ" (سفر الملوك الأول 5:6)

وفقا للعهد القديم، وباعتراف العبرانيين نفسهم، من دون الحرفيين والمهندسين والمعماريين والبنائين اللبنانيين، وبدون مواد البناء من لبنان وخاصة الخشب والمعادن الثمينة، فإن الهيكل المقدس لم يكن ليبصر النور. باختصار، لقد أتم اللبنانيون العمل كاملًا... بينما وقف العبرانيين يشاهدون منبهرين تحفتهم تحفر على أيدي المتحضرين.

مقدمة

تعارض الكتاب المقدس مع الحقائق التاريخية

في بداية القرن العاشر قبل الميلاد، كان العبرانيون البدويون قد استقروا بالفعل في كنعان. وحقيقة أنهم عاشوا في مصر ثم عادوا إلى أرض كنعان ليس لها أي دليل تاريخي أو سجلات خارج العهد القديم.

قصة الكتاب المقدس عن هزيمة العبرانيين للكنعانيين المحليين واستقرارهم في المنطقة غير صحيحة بشكل واضح. هناك أدلة على أن العبرانيين عاشوا بالفعل في وسط التلة وفي أماكن بالقرب من وادي نهر الأردن، محاولين الصمود في وجه الكنعانيين الآخرين والفلسطينيين الأقوياء. إلا أنهم لم يمتلكوا الأسلحة الحديدية والقدرات القتالية الموجودة عند جيرانهم.

من المحتمل أن الملك داوود والملك سليمان كانوا موجودين بالفعل. ومع ذلك، فإن الأخير لا يمكن أن يكون هو من قام ببناء الهيكل العظيم للإله اليهودي. حتى الكتاب المقدس يخبرنا بشيء مختلف للغاية. يخبرنا الكتاب المقدس أن الملك سليمان لم يعبد اله واحد بل العديد من الآلهة الأخرى.  وبذلك، لم يكن التوحيد الإيديولوجيا المشتركة حتى في زمن الملك سليمان. في وقته، يبدو أن يهوه كان أحد الآلهة الكثر.

المراجع المتاحة

لسوء الحظ، فإن دراسة هذه الحلقة من التاريخ القديم ممكنة فقط من خلال مصدرين رئيسيين: العهد القديم، وكتابات المؤرخ يوسيفوس فلافيوس الذي عاش في إسرائيل خلال القرن الأول من عصرنا. بنى يوسيفوس، الذي كان يهوديًا، عمله على كتابات ميناندر من أفسس المفقودة، والتي تناولت تاريخ صور.

سواء كان الملك سليمان موجودًا بالفعل في وقت بناء المعبد أم لا، وسواء كان لديه بالفعل الثروة الموصوفة في العهد القديم ، فسأذكره في مقالي باعتباره تمثيلًا لشعب إسرائيل في ذلك الوقت. الشيء الوحيد الذي أستطيع الجزم به هو أن مواد الخام من الخشب والذهب ومع المعادن الأخرى، والمهندسين المعماريين والحرفيين المهرة، كلهم جاؤوا من لبنان. فهم كانوا الأقرب إلى الإسرائيليين من بين الشعوب التي تمتلك مثل هذه المواد الخام والمهارات. في الأخير، هناك بعض الحقيقة وراء الأساطير اليهودية.

التحالف بين الفينيقيين والإسرائيليين

حكم الملك حيرام صور من 970-936 قبل الميلاد. كان قد تحالف مع الملك داود، كما يقول سفر ملوك الأول 5:1 "لأَنَّ حِيرَامَ كَانَ مُحِبًّا لِدَاوُدَ كُلَّ الأَيَّامِ"، وخلال هذه الفترة، بنى له قصرًا.

بعد وفاة الملك داود، استمر حيرام في الحفاظ على علاقات ودية مع الملك سليمان، ابن داود، الذي أوضح في رسالة إلى حيرام:

"أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبِي دَاوُدَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَبْنِيَ بَيْتاً لاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَرَّاءٍ الْحُرُوبِ الَّتِي خَاضَهَا، حَتَّى أَظْفَرَهُ الرَّبُّ بِأَعْدَائِهِ وَأَخْضَعَهُمْ لَهُ. 4أَمَّا الآنَ وَقَدْ أَرَاحَنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَلَيْسَ مِنْ ثَائِرٍ أَوْ حَادِثَةِ شَرٍّ. 5وَهَا أَنَا قَدْ نَوَيْتُ أَنْ أَبْنِيَ بَيْتاً لاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِي، كَمَا قَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: إِنَّ ابْنَكَ الَّذِي يَخْلُفُكَ عَلَى عَرْشِكَ هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي الْعَظِيمِ." (سفر الملوك الأول 5:3)

عندما كان جاهزًا لبناء المعبد ، كتب سليمان إلى حيرام:

"فَأَرْجُو أَنْ تَأْمُرَ رِجَالَكَ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ، وَسَيَعْمَلُ رِجَالِي جَنْباً إِلَى جَنْبٍ مَعَ رِجَالِكَ، وَأَقُومُ أَنَا بِدَفْعِ أُجْرَةِ رِجَالِكَ بِمُوْجِبِ مَا تَرَاهُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ قَوْمِي مَنْ يَمْهَرُ فِي قَطْعِ الأَخْشَابِ مِثْلَ الصِّيدُونِيِّينَ" (سفر الملوك الأول 5:6)

ثم أرسل حيرام سليمان الرسالة التالية:

"قَدِ اطَّلَعْتُ عَلَى رِسَالَتِكَ وَسَأَعْمَلُ عَلَى تَلْبِيَةِ رَغْبَتِكَ بِشَأْنِ خَشَبِ الأَرْزِ وَخَشَبِ السَّرْوِ. 9سَيَقُومُ رِجَالِي بِنَقْلِ الْخَشَبِ مِنْ جَبَلِ لُبْنَانَ إِلَى الْبَحْرِ، وَيَرْبِطُونَ قِطَعَ الْخَشَبِ إِلَى بَعْضِهَا فِي حُزَمٍ ضَخْمَةٍ، يُعَوِّمُهَا رِجَالِي وَيُوَجِّهُونَهَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تُعَيِّنُهُ، فَيُسَلِّمُونَهَا لِرِجَالِكَ، وَعَلَيْكَ لِقَاءَ ذَلِكَ، أَنْ تُمَوِّنَ قَصْرِي الْمَلَكِيَّ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ طَعَامٍ" (سفر الملوك الأول 5:8)

ماذا يستفيد الملك حيرام من صنع هذا المعروف للإسرائيليين؟

يعرض العهد القديم ملك صور حيرام كخادم لكل من داوود وسليمان - كما لو كانت أوامرهم منزلة من عند الله - في حين أن واقع الأمر لم يكن كذلك. حيرام كان في الحقيقة يساعدهم مقابل أهداف استراتيجية تفيد مصالحه. كل من يعرف عقلية الفينيقيين يفهم أن جل ما يهتمون به من علاقاتهم مع الآخرين، هو الحفاظ على سير أعمالهم وتنمية ثرواتهم.

خلال عهد حيرام، نمت صور من مدينة تابعة لصيدا إلى أهم المدن الفينيقية، وصاحبة إمبراطورية تجارية كبيرة.

من خلال التحالف مع سليمان، أمّن حيرام الوصول إلى الطرق التجارية الرئيسية إلى مصر والجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين. وقد احترمت الاتفاقية بين حيرام وسليمان واستمرت لمدة عشرين عامًا. زوّد حيرام البناة وأخشاب الأرز والعرعر ، وسليمان، أرسل إلى صديقه عشرين ألف ميل من القمح و عشرين ألف من زيت الزيتون سنوياً. كما تنازل سليمان عن عشرين مدينة من الجليل إلى مدينة صور.

يقول المؤرخون أن حيرام لم يكن راضيًا تمامًا، فوعده سليمان ببعثة مشتركة إلى أرض أوفير، البلد الغامض، في البحث عن الكنوز من الذهب والأحجار الكريمة.

معبد ملكارت في صور كنموذج أولي

أثار معبد ملكارت في صور إعجاب جيرانه ومعاصريه. يشير المؤرخون إلى أنه لا يوجد ما يضاهي جماله في شرق البحر الأبيض المتوسط. وقيل إن له عمودين عظيمين أحدهما من الذهب والآخر مغطى بالحجارة الكريمة. وقد تغنى هيرودوت (أبو التاريخ) بوصفه عندما زار مدينة صور.

معبد سليمان نسخة عن معبد ميلكارت

في phoenicia.org، يحلل سليم خلف قائلًا:

"بعد دراسة السجلات حول معبد سليمان ومعبد ميلكارت، يجد المرء الكثير من القواسم المشتركة بين الاثنين. لن يكون مستبعدًا أن نقول أن معبد سليمان في القدس كان نسخة عن معبد صور لملقارت. بسبب الروعة التي احتلها في أذهانهم، من البديهي أن بناة الفينيقيين قد استخدموا معبد ملكارت كنموذج أوّلي لتصميم وبناء هيكل سليمان.

يعطي وصف العهد القديم لمعبد سليمان فكرة عما كانت عليه معابد الصوريين. من المرجّح أنها كانت أكثر روعة - من الصعب ان يكون حيرام قد قام ببناء لسليمان شيء أفضل من الذي بناه لنفسه."

الأرز والخشب اللبناني

كان أرز لبنان يحظى باعتبار واحترام كبيريين في العصور القديمة، ولذلك فقد استخدم في أرقى الإنشاءات التي تناسب الملوك.

ربط حيرام الأخشاب  بعضها ببعض وأرسلها طائفة في مياه البحر إلى ميناء سليمان، حيث نقلها الإسرائيليون وغيرهم من العمال إلى القدس وقاموا ببناء الهيكل. عظمة كبيرة كانت مرتبطة بأرز لبنان، كما هو موضح في مقطع من مزامير 29:5.

صَوْتُ الرَّبِّ مُكَسِّرُ الأَرْزِ، وَيُكَسِّرُ الرَّبُّ أَرْزَ لُبْنَانَ

حتى الأنبياء إشعياء (يشوع 2:13 ؛ 14:8) ، حزقيال (عز 27: 5 ؛ 31: 3) وهوشع (هوس 14: 5-6) تكلموا عن أرز لبنان في نبوءاتهم. لعل أكثر الآيات مدهشة عن أرز لبنان موجودة في مزامير 104: 16.

تَشْبَعُ أَشْجَارُ الرَّبِّ، أَرْزُ لُبْنَانَ الَّذِي نَصَبَهُ.

"اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو." سفر المزامير 12:92

تم قطع الأرز المستخدم في المعبد من الباروك في منطقة جبل الشوف، حيث لا يزال التقليد الشفوي في لبنان قائما. وبصرف النظر عن قطع الأشجار وتشذيبها، فإنّ نقلها من جبل الباروك نزولًا إلى الساحل كانت مهمة ضخمة.

النجارون ومحترفو الخشب عملوا بجد أيضًا. كان الجزء الداخلي من المعبد مغطى بألواح الأرز، وكانت أسقفه من الارز، وكانت الأرضيات من الصنوبر. تم نحت كل شيء مع القرع والزهور والفاكهة وأشجار النخيل والكروبيم.

فبنى البيت و اكمله و سقف البيت بالواح و جوائز من الارز - (سفر الملوك الأول 6:9)

و بنى حيطان البيت من داخل باضلاع ارز من ارض البيت الى حيطان السقف و غشاه من داخل بخشب و فرش ارض البيت باخشاب سرو. و بنى عشرين ذراعا من مؤخر البيت باضلاع ارز من الارض الى الحيطان و بنى داخله لاجل المحراب اي قدس الاقداس.  - (سفر الملوك الأول 16-6:15)

و ارز البيت من داخل كان منقورا على شكل قثاء و براعم زهور الجميع ارز لم يكن يرى حجر - (سفر الملوك الأول 6:18)

و لاجل المحراب عشرون ذراعا طولا و عشرون ذراعا عرضا و عشرون ذراعا سمكا و غشاه بذهب خالص و غشى المذبح بارز - (سفر الملوك الأول 6:20)

كانت صور تشتهر بصباغها الأرجواني وصيدون بالقماش قماش المطرز. تم استخدام الكتان المطرز المصبوغ باللون البنفسجي الفينيقي في قدس الأقداس:

 وعمل الحجاب من أسمانجوني وأرجوان وقرمز وكتان، وجعل عليه كروبيم - (سفر أخبار الأيام الثاني 3:14)

الحجر من جبيل

و امر الملك ان يقلعوا حجارة كبيرة حجارة كريمة لتاسيس البيت حجارة مربعة. فنحتها بناؤو سليمان و بناؤو حيرام و الجبليون و هياوا الاخشاب و الحجارة لبناء البيت - (سفر الملوك الأول 18-5:17)

تم بناء المعبد من حجر نقله وأعده البنائين من المدن الفينيقية صور وجبيل. تم قطع الحجارة في المقلع: الكتاب المقدس يخبرنا أنه لم يتم سماع مطرقة في موقع البناء حيث كانت الأحجار قد تشكلت بشكل مثالي لدرجة أنها وضعت مكانها بسلاسة من دون الضرورة لاستعمال القوة. لطالما استخدم الفينيقيون أحجارًا ضخمة للأساسات لأن بلاد الشام تقع على الوادي المتصدع العظيم - فساعدت الأحجار الكبيرة في جعل المباني مقاومة للزلازل.

و بنى الدار الداخلية ثلاثة صفوف منحوتة و صفا من جوائز الارز  - (سفر الملوك الأول 6:36)

لمحة عامة عن معبد سليمان والمباني الأخرى

المعدن وحيرام: نحات البرونز الفينيقي

لا يمكننا الحديث عن هيكل سليمان دون ذكر حيرام أبي (أو حيروم أبي) المعلم وليس الملك. كان حيرام هذا ابن أرملة من صور، والده من كبار نحاتي البرونز والبنائين. بين الأسطورة والحقيقة التاريخية، لا تزال قصة حيرام المعلم غامضة. أتى ذكره في الكتاب المقدس، العهد القديم (سفر أخبار الأيام الثاني - الأصحاح الثاني) على ما يلي:

"وأرسل الملك سليمان وأخذ حيرام من صور. وهو ابن امرأة أرملة من سبط نفتالي، وأبوه صوري نحاس، وكان ممتلئا حكمة وفهما ومعرفة لعمل كل عمل في النحاس. فأتى إلى الملك سليمان وعمل كل عمله. (...) وعمل حيرام المراحض والرفوش والمناضح. وانتهى حيرام من جميع العمل الذي عمله للملك سليمان لبيت الرب. العمودين(4) وكرتي التاجين اللذين على رأسي العمودين، والشبكتين لتغطية كرتي التاجين اللذين على رأسي العمودين. وأربع مئة رمانة التي للشبكتين، صفا رمان للشبكة الواحدة لأجل تغطية كرتي التاجين اللذين على العمودين. والقواعد العشر والمراحض العشر على القواعد. والبحر الواحد. والاثني عشر ثورا تحت البحر. والقدور والرفوش والمناضح. وجميع هذه الآنية التي عملها حيرام للملك سليمان لبيت الرب هي من نحاس مصقول."

ذُكِرَ حيرام ابي في مقطع آخر من الكتاب المقدس - العهد القديم (سفر أخبار الأيام الثاني - الإصحاح الثاني):

"وأرسل سليمان إلى حورام ملك صور قائلا: [...] فالآن أرسل لي رجلا حكيما في صناعة الذهب والفضة والنحاس والحديد والأرجوان والقرمز والأسمانجوني، ماهرا في النقش، مع الحكماء الذين عندي في يهوذا وفي أورشليم الذين أعدهم داود أبي [...] فقال حورام ملك صور بكتابة أرسلها إلى سليمان: [...] والآن أرسلت رجلا حكيما صاحب فهم حورام أبي. ابن امرأة من بنات دان، وأبوه رجل صوري ماهر في صناعة الذهب والفضة والنحاس والحديد والحجارة والخشب والأرجوان والأسمانجوني والكتان والقرمز، ونقش كل نوع من النقش، واختراع كل اختراع يلقى عليه، [...]".

أما الأسطورة، فإنها تقول أن حيرام أبي أشرف على بناء المعبد الأول في اورشليم لمدة سبع سنوات. وقسم العاملين لديه إلى ثلاث فئات: المتدربين، المحترفين والمعلمين. كان لكل فئة كلمة سر خاصة بها، وبفضلها يستطيع التمييز بين العمال لإسداء الأجور الملائمة.

و صور حيرام العمودين من نحاس طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعا و خيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط بالعمود الاخر. و عمل تاجين ليضعهما على راسي العمودين من نحاس مسبوك طول التاج الواحد خمس اذرع و طول التاج الاخر خمس اذرع.  و شباكا عملا مشبكا و ضفائر كعمل السلاسل للتاجين اللذين على راسي العمودين سبعا للتاج الواحد و سبعا للتاج الاخر. و عمل للعمودين صفين من الرمان في مستديرهما على الشبكة الواحدة لتغطية التاج الذي على راس العمود و هكذا عمل للتاج الاخر. و التاجان اللذان على راسي العمودين من صيغة السوسن كما في الرواق هما اربع اذرع. و كذلك التاجان اللذان على العمودين من عند البطن الذي من جهة الشبكة صاعدا و الرمانات مئتان على صفوف مستديرة على التاج الثاني. و اوقف العمودين في رواق الهيكل فاوقف العمود الايمن و دعا اسمه ياكين ثم اوقف العمود الايسر و دعا اسمه بوعز. و على راس العمودين صيغة السوسن فكمل عمل العمودين. - (سفر الملوك الأول 22-7:15)

و عمل البحر مسبوكا عشر اذرع من شفته الى شفته و كان مدورا مستديرا ارتفاعه خمس اذرع و خيط ثلاثون ذراعا يحيط به بدائره. و تحت شفته قثاء مستديرا تحيط به عشر للذراع محيطة بالبحر بمستديره صفين القثاء قد سبكت بسبكه. و كان قائما على اثني عشر ثورا ثلاثة متوجهة الى الشمال و ثلاثة متوجهة الى الغرب و ثلاثة متوجهة الى الجنوب و ثلاثة متوجهة الى الشرق و البحر عليها من فوق و جميع اعجازها الى داخل. و غلظه شبر و شفته كعمل شفة كاس بزهر سوسن يسع الفي بث. - (سفر الملوك الأول 26-7:23)

الخلاصة

"علماء الآثار والمؤرخون أكثر اهتمامًا، بشكل عام، بالتاريخ اليوناني والروماني والعبراني أكثر من التاريخ الفينيقي. لماذا؟ يسود الاعتقاد أن كل الحضارة الأوروبية نشأت عن اليونان القديمة وروما". - سليم خلف ، phoenicia.org.

الفينيقيين يعرفون بتطوير الحروف الأبجدية، ولكن نادرًا ما ينسب اليهم الفضل بالاعمال العظيمة الأخرى التي أعطوها للبشرية.

في مرحلة معينة من التاريخ، كانوا مهد الحضارة الحقيقي، والعديد من الأشياء التي قاموا بتطويرها نسبت الى شعوب أخرى. بالطبع تأثروا بالآخرين أيضًا، لكن لم يقم أحد بنقل الابتكارات على نطاق جغرافي واسع مثلما ما فعلوا. لقد تعلم العالم كله من الفينيقيين: العبرانيين، الفرس، الرومان، المصريين... وعلى وجه الخصوص اليونانيين.

أود أن أختتم بالاقتباس أدناه من القرن الثامن عشر:

"الفينيقيون ، شعب تدين إليه جميع حضارات الغرب بالفنون، والعلوم، والعيش الاجتماعي تقريباً". الأباتي فوشيه، القرن الثامن عشر.